بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله، دعوني أعرض عليكم هذا المشهد البسيط والذي يحدث بشكل شبه مستمر في دول عديدة.
امرأة تكتشف أن زوجها ينظر إلى سواها، أو رجل يكتشف أن فلاتة حسدت زوجته فسحرتها أو سحرته، فينطلق الرجل أو المرأة إلى (الشيخ) الذي يبدأ بالتلويح بيديه فوق البخور منادياً أصدقاءه من الجن ألا يؤذوا الضيوف، سائلاً إياهم الغوث والمعونة لهؤلاء المساكين، ثم يرشد المسحورين إلى مكان السحر أو يعلم المرأة كيف تسحر غريمتها أو زوجها كي يحبها وحدها ويتقاضى المعلوم، ويرجع الزوار إلى بيوتهم راضين، وقد انتهت المشكلة، وعمت السعادة.
ومن المؤسف بالفعل أن نرى بعض المسلسلات تصور الذهاب إلى هؤلاء وكأنه أمر عادي وطبيعي، دون أن تبين الخطورة الفادحة الكامنة خلف هذا العمل.
لا يجوز ولا ينبغي بأي حال أن نطلق على مثل هذا الرجل لقب (شيخ)، فما هو إلا كذاب ودجال ملعون، ولا يستغرب أحد فسنعرض لكم أسباب هذا القول.
اقرأوا معي قول الله تعالى فيمن يتعاطى السحر:
{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (102) سورة البقرة
إذاً: لا يتعلم السحر إلا من يكفر، ولقد علموا أي هؤلاء الذين يتعلمونه لمن اشتراه أي علم السحر ما له في الآخرة من خلاق أي لا نصيب له في الآخرة.
وليس لقائل أن يقول: إن فلاناً يستدعي الجن ليفك السحر لا ليسحر، أو أنه يحبب الرجل في زوجته ولا يفرقهما، فأشهر أنواع السحر وأكثرها انتشاراً هو التفريق، ولكنه ليس الوحيد، فهناك سحر المحبة والعرب يسمونه: التولة، وقد قال عنه رسول الله : التولة من صنع الشيطان، وهناك سحر التخييل كما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام، وهناك سحر الخمول وسحر الجنون وسحر النزيف....
والجن لا يتعامل مع الإنسان المؤمن إطلاقاً، وإنما كل تعامله مع من يكفر، سواء لبس الجبة وأرخى اللحية وادعى الصلاح والفلاح أو لم يفعل، لا، بل إنه بفعله هذا، يصبح أشد ملعنة وفجوراً إذ يجمع إلى جوار الكفر الخداع.
وكيف تأتي الجن إلى بني آدم لتجعل من نفسها طوع أمره؟؟
استمعوا إلى ما ينبغي عليه فعله، ولا تستثني الجن أحداً من هذه القاعدة:
على من يريد أن يتعامل مع الجن أن يقوم بعمل كفري أو شركي، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال:
1- أن يصلي بدون وضوء.
2- أن يبقى جنباً ولا يغتسل.
3- أن يسجد للكواكب ويخاطبها.
4- أن يذبح الذبيحة للشيطان.
5- أن يزني بأمه أو ابنته.
6- وهذه المسألة من أشد ما يطلب الجن حقارة، ألا إنها تدنيس القرآن، ككتابة الآيات على أسفل القدمين أو كتابة الفاتجة معكوسة أو جعل القرأن كحذاء يلبسه في قدميه أو يبول عليه أو يتحفض به....
7- بالإضافة إلى استعماله لإحدى الوسائل السابقة أو بعضها ينبغي عليه القيام بأعمال أخرى كمناجاة الجن والحلف بهم، وأعمال من الكفر والشرك لا أعرفها، ولا يجوز لمن عرف الطريقة كاملة أن يذكرها كي لا يستعملها ضعيف التفس فيقع إثمها على من ذكرها.
إذاً، نرى في ختام هذا البحث المتواضع أن من يتعامل مع الجن هو إنسان تخلص نهائياً من دينه، وأصبح عبداً بالمعنى الحرفي للشياطين، ولو ادعى الصلاح والتقى، فلا ينبغي أن نخدع به، ولنحذر دائماً من التعامل مع هذا وأمثاله، ففي شرع الله الحل للسحر والنجاة منه بفضل الله تعالى، ولا حاجة بنا إلى إرضاء إنسان باع دينه وأغضب ربه لتتعامل الجنة معه، بأن نتعامل معه، وسأعرض قريباً بإذن الله وسائل العلاج الشرعي وما قد نتقي به السحر بعد وقوعه، وقبل وقوعه بإذن الله تعالى.